فور وصول وفد المنتخب الوطني الى مطار دبلن في إيرلندا الجنوبية فإن الحشد الكبير من الأنصار الذين كانوا في انتظار منتخبنا الوطني راح الجميع يبحث عن مغني لملاقاته، والحديث معه بالإضافة إلى أخذ بعض الصور التذكارية معه لمواساته بعض الشيء عقب الصدمة التي تلقاها مؤخرا، و بالتالي فإن كل الأضواء كانت مسلطة على لاعب لازيو الإيطالي إثر وصول أشبال سعدان إلى المطار وخروجهم منه.
تضامن لم يسبق له مثيل من طرف الأنصار
سال الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة حول التضامن الكبير الذي شهده مراد مغني من طرف الشعب الجزائري في كل مكان، ولكن بعدما وقفنا على الطريقة التي كان يتحدث بها أنصار الخضر الذين كانوا في مطار دبلن لاستقباله تأكدنا أن هذا التضامن ليس بالعادي إطلاقا، أو بالأحرى لم يسبق له مثيل إطلاقا في تاريخ كرة القدم الجزائرية، فهناك من راح به إلى أن أكد لمغني بأنه مستعد لتقديم قدميه الاثنين حتى يتمكن من المشاركة في المونديال القادم وإسعاد الشعب الجزائري الذي يعشقه كثيرا، وكان ينتظر منه الكثير لإدراكه لعلو كعب هذا اللاعب الذي شبّهه المتتبعون منذ صغره بزين الدين زيدان، ولم يخطئوا في ذلك لأنه يشبهه في عديد الصفات وليس في الجانب الفني فقط.
كانت له حصة الأسد من الأوتوغرافات والصور
وما يؤكد أن مغني قد خطف كامل الأضواء في دبلن هو أن الأنصار قد تهافتوا عليه بطريقة أقل ما يقال عنها أنها غير عادية، فبعد نزول بعض اللاعبين أخذ معهم الأنصار بعض الصور والأوتوغرافات ثم أخلوا سبيلهم، لكن عند وصول مغني فإن الأمور اختلفت كليا لأن عددا كبيرا من الأنصار طالبه بأخذ صور تذكارية والتي كانت له فيها حصة الأسد مقارنة ببقية رفاقه، والأكثر من ذلك أنهم منعوه من الذهاب حتى تدخلت قوات الأمن لأن اللاعب معروف عليه خجله الشديد “ولم يرفض أي طلب“ من كل الأنصار الذين حضروا لاستقبال المنتخب الوطني.
ردّدوا له مطولا : “يا مغني إن شاء الله تبرى.. وتولي لـ 5 جويلية”
من بين المفاجآت في استقبال المنتخب الوطني سجلنا ترديد الأنصار لعديد الأغاني التي تخص المنتخب الوطني لكن أبرزها تلك التي خصّصت لمغني والتي ذكرتنا بأيام التسعينات عند إصابة لاعب إتحاد العاصمة سابقًا عز الدين رحيم وأبعدته عن الميادين لمدة طويلة، وقد غيّر الأنصار بعض الكلمات لتصبح الأغنية خاصة هذه المرة بمغني أين ردّدوا مطولا “يا مغني إن شاء الله تبرى.. وتولي إلى5 جويلية.. وتفرّح اولاد الخضرا...” إلى آخر العبارات. وقد تأثر مغني كثيرا لهذه الأغاني التي خصصها له الأنصار وبادلهم التحية في حين عجز لسانه عن الحديث في عديد المناسبات نظرا لتأثره لكل ما كان يشاهده من طرف أبناء جلدته الذين أظهروا له حبا منقطع النظير، وقد أكد لنا بأنه من المستحيلات أن يجد مثل هذه المشاعر في أي بلد عبر كل أقطار العالم.
مغني : “فرحتي لا توصف بهذا الاستقبال من طرف أبناء بلدي”
اقتربنا بعد ذلك من لاعبنا الدولي مراد مغني وأبينا إلا أن نأخذ انطباعاته عن هذا الاستقبال الحار الذي حظي به المنتخب الوطني في مطار دبلن، وبخاصة ذلك الاستقبال الذي كان له فيه حصة الأسد مع الأنصار فقال : “في حقيقة الأمر لقد تعودنا على مثل هذا النوع من الاستقبال أينما ذهبنا في العالم وهو يشرفنا كثيرا، ففرحتي أنا شخصيا لا توصف لأن رؤية بني جلدتي في كل مرة يشعرني بالاعتزاز لأننا في إيرلندا وكما ترى فكل شيء يسير على أحسن ما يرام، ومجرد مشاهدة أنصارنا بهذا العدد الكبير تزيدك مسؤولية، وعلى الرغم من أنني سأكون خارج التعداد إلا أنني سأكون أول مناصر للخضر في المونديال ومتأكد من أننا سنشرّف الجزائر ونمثّلها أحسن تمثيل”.
“هذا التضامن أزال عني الكثيرمن الغبن وسأعود بقوة”
أما عن التضامن الذي لقيه من طرف كافة الشعب الجزائري وبالخصوص أولئك الذين كانوا في استقباله هنا في دبلن فقد بدا مراد متأثرا للغاية من كل تلك الصور التي شاهدها من طرف الجزائريين، وأضاف قائلا : “إن هذا التضامن الكبير يشرّفني كثيرا بحيث أشعر حقا أنني محبوب للغاية مع أبناء وطني الغالي، وتأكد أن هذا التضامن قد أزال عني الكثير من الغبن بعد الصدمة التي تلقيتها مؤخرا وليس من السهل تقبل كل ما حدث مهما كانت شخصية الفرد قوية، ولكن الآن أشعر بأنني مرتاح وأؤكد لكل الشعب الجزائري بأنني سأعود بكل قوة في المستقبل وسأفرحهم مجددا لأنهم يستحقون مني ومن جميع رفاقي أن نلعب حتى برجل واحدة”.
-------------------------------
إبعاده عن المونديال قضى على حلمه في لفت أنظار الأندية الأوروبية...
مستقبل غامض ينتظر مغني مع “لازيو”، عودته إلى البطولة الفرنسية واردة وكلّ شيء يتحدّد بعد العملية الجراحية
الحديث عن عدم مشاركة النجم الجزائري مراد مغني في نهائيات كأس العالم التي ستنطلق بعد أقلّ من 14 يوما بجنوب إفريقيا، بداعي عدم تماثله للشفاء من إصابته في الركبة، يقودنا إلى الحديث عن مستقبله الكروي في ظلّ حاجته الماسّة للخضوع إلى الجراحة قبل التفكير في العودة إلى الميادين.ما دام أنّ تقنية العلاج أثبتت فشلها الذريع خاصّة أن مغني ابتعد عن المنافسة منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مطلع العام الجاري واكتفى بالخضوع للعلاج فقط أملا في اللحاق بالمونديال الذي كان يعوّل على التألق فيه مع المنتخب الوطني لرفع أسهمه في سوق التحويلات ولفت انتباه النوادي الأوروبية، لكن حسابات اللاعب سقطت في الماء بعد قرار إبعاده عن القائمة المسافرة إلى جنوب إفريقيا وبالتالي يبقى الغموض يكتنف مستقبل مراد مغني الذي تبقى حظوظه ضئيلة جدّا في مواصلة مشواره مع “لازيو” رغم أنّ العقد الذي يربطه بالنادي الإيطالي يبقى ساري المفعول إلى غاية جوان 2011.
شارك في 11 مباراة فقط ولم يلعب أي دقيقة في مرحلة الإياب
شكّل التحاق مراد مغني بالنخبة الوطنية الصيف الماضي منعرجا حاسما في مشواره الكروي بعد تألقه اللافت مع “الخضر” منذ أوّل ظهور في المباراة الودّية أمام الأوروغواي بملعب 5 جويلية، حيث ساهم في حجز المنتخب الوطني لتأشيرة التأهّل إلى المونديال الإفريقي والوصول إلى المربع الذهبي في “كان أنغولا”، لكن لعنة الإصابات حرمته من البروز أكثر لاسيما على مستوى فريقه “لازيو” الذي لعب 11 مباراة طوال الموسم المنقضي، 7 في البطولة منها 3 أساسيًا و4 احتياطيًا بمعدل 275 دقيقة بينما شارك في المنافسة الأوروبية (أوروبا ليغ) في 4 مقابلات منها 3 أساسيًا وواحدة بديلا، أي بمعدّل إجمالي يصل إلى 571 دقيقة في جميع المنافسات المحلية والدولية، وهي المعطيات التي تبيّن بوضوح الصعوبات الجمّة التي واجهت لاعب “بولونيا” السابق هذا الموسم بفعل شبح الإصابات خصوصًا تلك الضربة التي تلقاها قبل نهائيات كأس إفريقيا وتضاعفت أكثر بعد عدم خضوعه للجراحة بعد نهاية الدورة، ويعتبر مغني الأقل مشاركة هذا الموسم من بين العناصر المحترفة في صفوف “الخضر”.
عانى كثيرًا من تهميش المدرّب السابق “بالارديني”
بالرغم من أنّ لعنة الإصابات فعلت فعلتها هذا الموسم في مراد مغني وجعلته لا يلعب أي دقيقة خلال النصف الثاني من البطولة الإيطالية إلاّ أن هذا لا يعتبر السبب الوحيد الذي جعل اللاعب يكتفي بالمشاركة في 11 مقابلة فقط طوال الموسم، فالسبب الأساسي هو تهميشه من طرف المدرّب السابق “دافيد بالارديني” الذي كان يبقيه في مقعد البدلاء وهو في أحسن أحواله لأسباب خارجة عن النطاق الرياضي، مادام أنّ مغني ساهم كثيرا في عدّة انتصارات خلال اللقاءات التي شارك فيها على غرار الفوز الباهر الذي عاد به “لازيو” من بلغاريا في المنافسة الأوروبية برباعية نظيفة (مغني سجّل هدفا)، فكان المنتخب الوطني هو المتنفس الوحيد للاعب الذي يمنحه فرصة اللعب وإبراز مهاراته الفنّية الهائلة. وبقيت وضعية مغني في “لازيو” تراوح مكانها إلى غاية مباراة “الإنتير” في الجولة 17 من “الكالتشيو” التي تعرّض فيها لإصابة لم يشف منها إلى حدّ الآن وكان آخر ظهور للنجم الجزائري مع “البيانكوشيلستي” في الموسم المنقضي.
“إيدي رييا” لا يعرفه وبقاؤه الموسم القادم قد يعني مغادرة مغني
انتظر مراد مغني كثيرا إقالة “بالارديني” من العارضة الفنّية لـ”لازيو” الذي لم يجن معه الفريق سوى النكسة تلوى الأخرى، وهو ما فعلته إدارة “لوتيتو” لكن بعد فوات الأوان بالنسبة لمغني حيث تزامن وصول المدرّب الجديد “إيدي رييا” مع كأس إفريقيا للأمم، وبعدها ابتعد عن الميادين طيلة مرحلة الإياب التي قضاها مغني بين عيادات “سان رافائيل”، “أسبيتار” ومؤخرا بـ”كرانس مونتانا”، مما يعني أنّ “رييا” لا يعرف عن مغني سوى الاسم فقط مادام أنّه لم يسبق له مشاهدة الجزائري يلعب تحت إشرافه، وفي حال تجديد الثقة في خدماته من طرف الطاقم المسيّر للنادي الموسم المقبل سيكون من الصعب على مغني البقاء لموسم إضافي مع النادي “الأزرق السماوي” الذي وضع في مفكرته العديد من الأسماء تحسبا لانتدابها من أجل تجنّب أخطاء الموسم المنقضي الذي ضمن فيه “لازيو” البقاء في الجولات الأخيرة. ويبقى احتمال إدراج مغني في قائمة المسرّحين واردًا جدّا في ظلّ ابتعاده الطويل عن المنافسة وخضوعه للجراحة هذا الصيف.
إدارة “لازيو” غاضبة من تأخره في إجراء العملية الجراحية
إذا كان تعامل الطاقم الفنّي الطبّي للمنتخب الوطني مع إصابة مراد مغني قد أثار العديد من علامات الاستفهام لدى الجمهور الجزائري بما أنّ العملية الجراحية كان لابد منها بعد المشاركة في بطولة إفريقيا، فإنّ الأمر نفسه ينطبق على إدارة النادي الإيطالي التي لم يعجبها خضوع اللاعب للعلاج بعيدا عن عيادة الفريق وتفضيل الاتحادية الجزائرية التكفّل لوحدها بعلاجه في باريس، بدليل تصريح المدير الفنّي لنادي “لازيو” (إيڤلي تاري) لمبعوث “الهدّاف” بإيطاليا لمّا سأله بخصوص متابعة مغني العلاج بعيدا عن روما بما يلي : “اعلموا أنّ الذين يمكنهم الإجابة عن هذا السؤال هم الأشخاص الذين تكفلوا بنقله إلى فرنسا لمتابعة العلاج بعد منافسة كأس إفريقيا 2010، كان يعاني دائما من إصابة، لذا أرى أنّ الأطباء الذين أشرفوا على معالجته هم الذين يجب أن يتقدموا الآن ليقدموا رأيهم في المسألة”، وهو السبب الذي قد يوسع الهوّة أكثر بين مغني ومسؤولي “لازيو” إذا علمنا الصرامة الشديدة التي تتعامل بها الأندية الأوروبية مع مواضيع حسّاسة من هذا النوع، وتجعله يدخل في مشاكل مع النادي كان في غنى عنها لو لقي التشخيص اللازم للإصابة.
سيضيّع التربص التحضيري بنسبة كبيرة
بات من الضروري على مغني الخضوع لعملية جراحية في أقرب الآجال للتخلّص نهائيا من الإصابة المعقّدة في الركبة التي حرمته من المونديال والتي سيجريها – مثلما كشفنا عنه أمس – بإسبانيا عند البروفيسور “كوغات”، وبعدها يستفيد من فترة نقاهة قبل الشروع في عملية التأهيل الوظيفي، مما سيجبره على تضييع التربص التحضيري الصيفي أو جزء منه. ويبقى كلّ شيء متعلّقا بموعد إجراء العملية ومدى نجاحها، كما أنّ الإرادة والشجاعة المعروف بها مراد مغني ستجعله يربح نقاطا إضافية للعودة في أقرب وقت إلى الميادين، وهو ما سيعود بالفائدة على المنتخب الوطني الذي يبقى في حاجة ماسة إلى خدمات فنّان من طراز مراد مغني في الرهانات التي تنتظر “الخضر” بعد نهائيات كأس العالم، ومما لاشك فيه أنّ عودة مغني إلى الميادين ستكون بداية الموسم القادم سواء بألوان “لازيو” أو مع نادٍ آخر.
عودته إلى فرنسا واردة ووجهته تتّضح بعد العملية
بالرغم من أنّ الحديث عن مستقبل مراد مغني يبقى سابقًا لأوانه لأنّ اهتمامه منصب هذه الأيام وخلال الفترة القادمة على خضوعه للجراحة وشفائه التام من الإصابة لكي يعود في أقرب وقت إلى المستطيل الأخضر، إلاّ أنّ مستقبله الكروي يبقى يكتنفه الغموض لأنّه لا يريد تكرار تجربة الموسم المنقضي عندما قضى معظم مرحلة الذهاب لـ”الكالتشيو” على مقاعد البدلاء ولم يكن يفهم سرّ عدم اعتماد الطاقم الفنّي عليه إلا نادرًا. وفي هذا الصدد، تشير كلّ الاحتمالات إلى أن مراد مغني في حال عدم استمراره مع “لازيو روما” الموسم المقبل بموجب العقد الذي ينتهي في 2011، سيكون مضطرا للعودة إلى البطولة الفرنسية، حيث كانت عدّة تقارير فرنسية ربطته في “الميركاتو” السابق بالانتقال إلى “الليغ 1” وهو الذي سبق له خوض تجربة مع “سوشو” لم يعرف فيها نجاحات كثيرة بسبب عنصرية بعض اللاعبين الفرنسيين الذين رفضوا تواجده في الفريق.
تضامن لم يسبق له مثيل من طرف الأنصار
سال الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة حول التضامن الكبير الذي شهده مراد مغني من طرف الشعب الجزائري في كل مكان، ولكن بعدما وقفنا على الطريقة التي كان يتحدث بها أنصار الخضر الذين كانوا في مطار دبلن لاستقباله تأكدنا أن هذا التضامن ليس بالعادي إطلاقا، أو بالأحرى لم يسبق له مثيل إطلاقا في تاريخ كرة القدم الجزائرية، فهناك من راح به إلى أن أكد لمغني بأنه مستعد لتقديم قدميه الاثنين حتى يتمكن من المشاركة في المونديال القادم وإسعاد الشعب الجزائري الذي يعشقه كثيرا، وكان ينتظر منه الكثير لإدراكه لعلو كعب هذا اللاعب الذي شبّهه المتتبعون منذ صغره بزين الدين زيدان، ولم يخطئوا في ذلك لأنه يشبهه في عديد الصفات وليس في الجانب الفني فقط.
كانت له حصة الأسد من الأوتوغرافات والصور
وما يؤكد أن مغني قد خطف كامل الأضواء في دبلن هو أن الأنصار قد تهافتوا عليه بطريقة أقل ما يقال عنها أنها غير عادية، فبعد نزول بعض اللاعبين أخذ معهم الأنصار بعض الصور والأوتوغرافات ثم أخلوا سبيلهم، لكن عند وصول مغني فإن الأمور اختلفت كليا لأن عددا كبيرا من الأنصار طالبه بأخذ صور تذكارية والتي كانت له فيها حصة الأسد مقارنة ببقية رفاقه، والأكثر من ذلك أنهم منعوه من الذهاب حتى تدخلت قوات الأمن لأن اللاعب معروف عليه خجله الشديد “ولم يرفض أي طلب“ من كل الأنصار الذين حضروا لاستقبال المنتخب الوطني.
ردّدوا له مطولا : “يا مغني إن شاء الله تبرى.. وتولي لـ 5 جويلية”
من بين المفاجآت في استقبال المنتخب الوطني سجلنا ترديد الأنصار لعديد الأغاني التي تخص المنتخب الوطني لكن أبرزها تلك التي خصّصت لمغني والتي ذكرتنا بأيام التسعينات عند إصابة لاعب إتحاد العاصمة سابقًا عز الدين رحيم وأبعدته عن الميادين لمدة طويلة، وقد غيّر الأنصار بعض الكلمات لتصبح الأغنية خاصة هذه المرة بمغني أين ردّدوا مطولا “يا مغني إن شاء الله تبرى.. وتولي إلى5 جويلية.. وتفرّح اولاد الخضرا...” إلى آخر العبارات. وقد تأثر مغني كثيرا لهذه الأغاني التي خصصها له الأنصار وبادلهم التحية في حين عجز لسانه عن الحديث في عديد المناسبات نظرا لتأثره لكل ما كان يشاهده من طرف أبناء جلدته الذين أظهروا له حبا منقطع النظير، وقد أكد لنا بأنه من المستحيلات أن يجد مثل هذه المشاعر في أي بلد عبر كل أقطار العالم.
مغني : “فرحتي لا توصف بهذا الاستقبال من طرف أبناء بلدي”
اقتربنا بعد ذلك من لاعبنا الدولي مراد مغني وأبينا إلا أن نأخذ انطباعاته عن هذا الاستقبال الحار الذي حظي به المنتخب الوطني في مطار دبلن، وبخاصة ذلك الاستقبال الذي كان له فيه حصة الأسد مع الأنصار فقال : “في حقيقة الأمر لقد تعودنا على مثل هذا النوع من الاستقبال أينما ذهبنا في العالم وهو يشرفنا كثيرا، ففرحتي أنا شخصيا لا توصف لأن رؤية بني جلدتي في كل مرة يشعرني بالاعتزاز لأننا في إيرلندا وكما ترى فكل شيء يسير على أحسن ما يرام، ومجرد مشاهدة أنصارنا بهذا العدد الكبير تزيدك مسؤولية، وعلى الرغم من أنني سأكون خارج التعداد إلا أنني سأكون أول مناصر للخضر في المونديال ومتأكد من أننا سنشرّف الجزائر ونمثّلها أحسن تمثيل”.
“هذا التضامن أزال عني الكثيرمن الغبن وسأعود بقوة”
أما عن التضامن الذي لقيه من طرف كافة الشعب الجزائري وبالخصوص أولئك الذين كانوا في استقباله هنا في دبلن فقد بدا مراد متأثرا للغاية من كل تلك الصور التي شاهدها من طرف الجزائريين، وأضاف قائلا : “إن هذا التضامن الكبير يشرّفني كثيرا بحيث أشعر حقا أنني محبوب للغاية مع أبناء وطني الغالي، وتأكد أن هذا التضامن قد أزال عني الكثير من الغبن بعد الصدمة التي تلقيتها مؤخرا وليس من السهل تقبل كل ما حدث مهما كانت شخصية الفرد قوية، ولكن الآن أشعر بأنني مرتاح وأؤكد لكل الشعب الجزائري بأنني سأعود بكل قوة في المستقبل وسأفرحهم مجددا لأنهم يستحقون مني ومن جميع رفاقي أن نلعب حتى برجل واحدة”.
-------------------------------
إبعاده عن المونديال قضى على حلمه في لفت أنظار الأندية الأوروبية...
مستقبل غامض ينتظر مغني مع “لازيو”، عودته إلى البطولة الفرنسية واردة وكلّ شيء يتحدّد بعد العملية الجراحية
الحديث عن عدم مشاركة النجم الجزائري مراد مغني في نهائيات كأس العالم التي ستنطلق بعد أقلّ من 14 يوما بجنوب إفريقيا، بداعي عدم تماثله للشفاء من إصابته في الركبة، يقودنا إلى الحديث عن مستقبله الكروي في ظلّ حاجته الماسّة للخضوع إلى الجراحة قبل التفكير في العودة إلى الميادين.ما دام أنّ تقنية العلاج أثبتت فشلها الذريع خاصّة أن مغني ابتعد عن المنافسة منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مطلع العام الجاري واكتفى بالخضوع للعلاج فقط أملا في اللحاق بالمونديال الذي كان يعوّل على التألق فيه مع المنتخب الوطني لرفع أسهمه في سوق التحويلات ولفت انتباه النوادي الأوروبية، لكن حسابات اللاعب سقطت في الماء بعد قرار إبعاده عن القائمة المسافرة إلى جنوب إفريقيا وبالتالي يبقى الغموض يكتنف مستقبل مراد مغني الذي تبقى حظوظه ضئيلة جدّا في مواصلة مشواره مع “لازيو” رغم أنّ العقد الذي يربطه بالنادي الإيطالي يبقى ساري المفعول إلى غاية جوان 2011.
شارك في 11 مباراة فقط ولم يلعب أي دقيقة في مرحلة الإياب
شكّل التحاق مراد مغني بالنخبة الوطنية الصيف الماضي منعرجا حاسما في مشواره الكروي بعد تألقه اللافت مع “الخضر” منذ أوّل ظهور في المباراة الودّية أمام الأوروغواي بملعب 5 جويلية، حيث ساهم في حجز المنتخب الوطني لتأشيرة التأهّل إلى المونديال الإفريقي والوصول إلى المربع الذهبي في “كان أنغولا”، لكن لعنة الإصابات حرمته من البروز أكثر لاسيما على مستوى فريقه “لازيو” الذي لعب 11 مباراة طوال الموسم المنقضي، 7 في البطولة منها 3 أساسيًا و4 احتياطيًا بمعدل 275 دقيقة بينما شارك في المنافسة الأوروبية (أوروبا ليغ) في 4 مقابلات منها 3 أساسيًا وواحدة بديلا، أي بمعدّل إجمالي يصل إلى 571 دقيقة في جميع المنافسات المحلية والدولية، وهي المعطيات التي تبيّن بوضوح الصعوبات الجمّة التي واجهت لاعب “بولونيا” السابق هذا الموسم بفعل شبح الإصابات خصوصًا تلك الضربة التي تلقاها قبل نهائيات كأس إفريقيا وتضاعفت أكثر بعد عدم خضوعه للجراحة بعد نهاية الدورة، ويعتبر مغني الأقل مشاركة هذا الموسم من بين العناصر المحترفة في صفوف “الخضر”.
عانى كثيرًا من تهميش المدرّب السابق “بالارديني”
بالرغم من أنّ لعنة الإصابات فعلت فعلتها هذا الموسم في مراد مغني وجعلته لا يلعب أي دقيقة خلال النصف الثاني من البطولة الإيطالية إلاّ أن هذا لا يعتبر السبب الوحيد الذي جعل اللاعب يكتفي بالمشاركة في 11 مقابلة فقط طوال الموسم، فالسبب الأساسي هو تهميشه من طرف المدرّب السابق “دافيد بالارديني” الذي كان يبقيه في مقعد البدلاء وهو في أحسن أحواله لأسباب خارجة عن النطاق الرياضي، مادام أنّ مغني ساهم كثيرا في عدّة انتصارات خلال اللقاءات التي شارك فيها على غرار الفوز الباهر الذي عاد به “لازيو” من بلغاريا في المنافسة الأوروبية برباعية نظيفة (مغني سجّل هدفا)، فكان المنتخب الوطني هو المتنفس الوحيد للاعب الذي يمنحه فرصة اللعب وإبراز مهاراته الفنّية الهائلة. وبقيت وضعية مغني في “لازيو” تراوح مكانها إلى غاية مباراة “الإنتير” في الجولة 17 من “الكالتشيو” التي تعرّض فيها لإصابة لم يشف منها إلى حدّ الآن وكان آخر ظهور للنجم الجزائري مع “البيانكوشيلستي” في الموسم المنقضي.
“إيدي رييا” لا يعرفه وبقاؤه الموسم القادم قد يعني مغادرة مغني
انتظر مراد مغني كثيرا إقالة “بالارديني” من العارضة الفنّية لـ”لازيو” الذي لم يجن معه الفريق سوى النكسة تلوى الأخرى، وهو ما فعلته إدارة “لوتيتو” لكن بعد فوات الأوان بالنسبة لمغني حيث تزامن وصول المدرّب الجديد “إيدي رييا” مع كأس إفريقيا للأمم، وبعدها ابتعد عن الميادين طيلة مرحلة الإياب التي قضاها مغني بين عيادات “سان رافائيل”، “أسبيتار” ومؤخرا بـ”كرانس مونتانا”، مما يعني أنّ “رييا” لا يعرف عن مغني سوى الاسم فقط مادام أنّه لم يسبق له مشاهدة الجزائري يلعب تحت إشرافه، وفي حال تجديد الثقة في خدماته من طرف الطاقم المسيّر للنادي الموسم المقبل سيكون من الصعب على مغني البقاء لموسم إضافي مع النادي “الأزرق السماوي” الذي وضع في مفكرته العديد من الأسماء تحسبا لانتدابها من أجل تجنّب أخطاء الموسم المنقضي الذي ضمن فيه “لازيو” البقاء في الجولات الأخيرة. ويبقى احتمال إدراج مغني في قائمة المسرّحين واردًا جدّا في ظلّ ابتعاده الطويل عن المنافسة وخضوعه للجراحة هذا الصيف.
إدارة “لازيو” غاضبة من تأخره في إجراء العملية الجراحية
إذا كان تعامل الطاقم الفنّي الطبّي للمنتخب الوطني مع إصابة مراد مغني قد أثار العديد من علامات الاستفهام لدى الجمهور الجزائري بما أنّ العملية الجراحية كان لابد منها بعد المشاركة في بطولة إفريقيا، فإنّ الأمر نفسه ينطبق على إدارة النادي الإيطالي التي لم يعجبها خضوع اللاعب للعلاج بعيدا عن عيادة الفريق وتفضيل الاتحادية الجزائرية التكفّل لوحدها بعلاجه في باريس، بدليل تصريح المدير الفنّي لنادي “لازيو” (إيڤلي تاري) لمبعوث “الهدّاف” بإيطاليا لمّا سأله بخصوص متابعة مغني العلاج بعيدا عن روما بما يلي : “اعلموا أنّ الذين يمكنهم الإجابة عن هذا السؤال هم الأشخاص الذين تكفلوا بنقله إلى فرنسا لمتابعة العلاج بعد منافسة كأس إفريقيا 2010، كان يعاني دائما من إصابة، لذا أرى أنّ الأطباء الذين أشرفوا على معالجته هم الذين يجب أن يتقدموا الآن ليقدموا رأيهم في المسألة”، وهو السبب الذي قد يوسع الهوّة أكثر بين مغني ومسؤولي “لازيو” إذا علمنا الصرامة الشديدة التي تتعامل بها الأندية الأوروبية مع مواضيع حسّاسة من هذا النوع، وتجعله يدخل في مشاكل مع النادي كان في غنى عنها لو لقي التشخيص اللازم للإصابة.
سيضيّع التربص التحضيري بنسبة كبيرة
بات من الضروري على مغني الخضوع لعملية جراحية في أقرب الآجال للتخلّص نهائيا من الإصابة المعقّدة في الركبة التي حرمته من المونديال والتي سيجريها – مثلما كشفنا عنه أمس – بإسبانيا عند البروفيسور “كوغات”، وبعدها يستفيد من فترة نقاهة قبل الشروع في عملية التأهيل الوظيفي، مما سيجبره على تضييع التربص التحضيري الصيفي أو جزء منه. ويبقى كلّ شيء متعلّقا بموعد إجراء العملية ومدى نجاحها، كما أنّ الإرادة والشجاعة المعروف بها مراد مغني ستجعله يربح نقاطا إضافية للعودة في أقرب وقت إلى الميادين، وهو ما سيعود بالفائدة على المنتخب الوطني الذي يبقى في حاجة ماسة إلى خدمات فنّان من طراز مراد مغني في الرهانات التي تنتظر “الخضر” بعد نهائيات كأس العالم، ومما لاشك فيه أنّ عودة مغني إلى الميادين ستكون بداية الموسم القادم سواء بألوان “لازيو” أو مع نادٍ آخر.
عودته إلى فرنسا واردة ووجهته تتّضح بعد العملية
بالرغم من أنّ الحديث عن مستقبل مراد مغني يبقى سابقًا لأوانه لأنّ اهتمامه منصب هذه الأيام وخلال الفترة القادمة على خضوعه للجراحة وشفائه التام من الإصابة لكي يعود في أقرب وقت إلى المستطيل الأخضر، إلاّ أنّ مستقبله الكروي يبقى يكتنفه الغموض لأنّه لا يريد تكرار تجربة الموسم المنقضي عندما قضى معظم مرحلة الذهاب لـ”الكالتشيو” على مقاعد البدلاء ولم يكن يفهم سرّ عدم اعتماد الطاقم الفنّي عليه إلا نادرًا. وفي هذا الصدد، تشير كلّ الاحتمالات إلى أن مراد مغني في حال عدم استمراره مع “لازيو روما” الموسم المقبل بموجب العقد الذي ينتهي في 2011، سيكون مضطرا للعودة إلى البطولة الفرنسية، حيث كانت عدّة تقارير فرنسية ربطته في “الميركاتو” السابق بالانتقال إلى “الليغ 1” وهو الذي سبق له خوض تجربة مع “سوشو” لم يعرف فيها نجاحات كثيرة بسبب عنصرية بعض اللاعبين الفرنسيين الذين رفضوا تواجده في الفريق.